الجمعة، 15 أبريل 2011

الرضا بقضاء الله , طهارة للقلوب وتخفيف للذنوب, Satisfaction in God

                                                     الرضا بقضاء الله .. طهارة للقلوب وتخفيف للذنوب, Satisfaction in God


                                                       بسم الله الرحمن الرحيم


الرضا بقضاء الله .. طهارة للقلوب وتخفيف للذنوب

المسلم المؤمن المتوكل على الله سبحانه وتعالي في كل أمور دينه ودنياه، خاصة أنه من الصفات الحميدة التي تطهر القلوب وتغذي النفوس بحب الله سبحانة وتعالي.
نعمة الرضا لا ينعم الله بها إلا على عباده المؤمنين المتقين الذين دائما يشكرون الله عز وجل في السراء والضراء وإذا طالتهم مصيبة قالوا "إن لله وإن إليه راجعون".
للعبد فيما يكره درجتان: درجة الرضا،
 ودرجة الصبر، فالرضا فضل مندوب إليه، والصبر واجب على المؤمن حتم.



 

خرج الترمذي من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط عليه السخط "

قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "إن الله تعالى بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط "

وقال علقمة في قوله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (التغابن : من الآية 11) هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى.

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد رسولاً "

 رسولاً غفرت ذنوبه"وقال النبي - صلى الله عليه وسلم : "من قال حين يسمع النداء رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد


ونظر علىّ بن أبى طالب - رضي الله عنه - إلى عدىّ بن حاتم كئيباً، فقال: مالي أراك كئيباً حزيناً؟ فقال: وما يمنعني وقد قتل ابناي وفقئت عيني فقال: يا عدي من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله"
.دخل أبو الدرداء – رضي الله عنه - عل
ى رجل يموت وهو يحمد الله فقال أبو الدرداء : أصبت إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به.

وقال أبو معاوية في قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل : من الآية 97): الرضا والقناعة.




ويقول العزيز الجبار سبحانه وتعالى 

 هل تدري مَن أسرع الناس مرّاً علي الصراط

الذين يرضون بحكمي , وألسنتهم رطبة من ذكري
هل تدري أي الفقراء أفضل ؟
الذين يرضون بحكمي وبقسمي , ويحمدوني علي ما أنعمت عليهم
هل تدري أي المؤمنين أعظم منزلة عندي ؟
الذي هو بما أعطي أشد فرحاً منه بما حبس

نِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهُما أَنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَان يقُولُ عِنْد الكرْبِ : « لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ ، وربُّ الأَرْض ، ورَبُّ العرشِ الكريمِ » متفقٌ عليه .
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً .رواه ابن ماجه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ..صحيح الترمذي

قال الله تعالى: {ما أصابَ من مُصيبةٍ في الأرضِ ولا في أنفُسِكُمْ إلاَّ في كتابٍ من قَبْلِ أن نبرَأَهَا إنَّ ذلك على الله يسيرٌ(22) لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتكم ولا تفرَحُوا بما آتاكُمْ والله لا يحبُّ كلَّ مُختالٍ فخور(23)} سورة الحديد(57)
فضل الرضا وأهميته:1- الرضا أساس الدين، فلا يسلم العبد حتى يرضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبياً.

2- والرضا سبب لذوق طعم الإيمان، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً... "الحديث.

فالرضا بالله:

أ- رضا ألوهية فيرضى بكونه معبوداً، إليه تصرف أنواع العبادة.

ب –رضا ربوبية بأنه رب السموات والأرض، فيتضمن الرضا بتدبيره للعبد وبما يقدر عليه.
3- ثم إن الرضا ثمرة عظيمة لعمل قلبي عظيم وهو التوكل، فالرضا آخر التوكل، فمن رسخت قدمه في التوكل والتسليم والتفويض حصل له الرضا ولابد


- ألم يقل تعالى في كتابه عن القوم الصالحين أنهم يدعون: ]رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ[.
وأخيراً:

فإن المصائب قد تكون عقوبة من الله تعالى لعبد عصاه حتى يرتدع، أو ليخف شره عن الناس.

كما أن الإنسان قد يبتلى بعدم المصائب عقوبة له ـ والعياذ بالله ـ ويكون ذلك استدراجا له، ولذا كره السلف عدمها.

كما ينبغي للمرء أن يستغفر الله إذا وقعت عليه مصيبة ويتفقد حاله أن يكون عصا ربه ويكثر من الاستغفار ويتوب إليه.

- وهل للمرء أن يدعو الله أن يصيبه بمصيبة تكفر عنه خطاياه قبل يوم القيامة؟‍!

وهل ندعو بالمصيبة؟!

لا، وذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاد رجلاً صار مثل الفرخ فقال له: "هل كنت تدعو بشيء أو تسأله؟" قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فاجعله لي في الدنيا، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: سبحان الله! لا تطيقه ولا تستطيعه، فهلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار...".

وسُئل: أي الدعاء أفضل؟ فقال: "سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة".

وقال: "تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء

وقال عبد الواحد بن زيد : "الرضا باب الله الأعظم ،وجنة الدنيا، ومستراح العابدين".

وقال بعضهم: "لن يُرى في الآخرة أرفع درجات من الراضين عن الله تعالى في كل حال، فمن وهب له الرضا فقد تبلغ أفضل الدرجات"

وأصبح أعرابي وقد ماتت له أباعر (جمع بعير) كثيرة فقال : لا والذي أنا عبدٌ في عبادته لولا شماتة أعداء ذوى إضٍ ما سرني أن إبلي في مباركها وأن شيئاً قضاه الله لم يكن.
قال الحسن: "من رضي بما قسم له وسعه وبارك الله فيه، ومن لم يرض لم يسعه، ولم يبارك له فيه".



وقال عمر بن عبد العزيز: "ما بقى لي سرور إلا في مواقع القدر"، وقيل له ما تشتهى ؟ فقال: "ما يقضى الله عز وجل" .
ورحم الله القائل :دع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي البالِ
ما بين طرفة عين وانتباهتها
يغير الله من حالٍ إلي حالِ
والفرق بين الرضا والصبر: أن الصبر حبس النفس وكفها عن السخط - مع وجود الألم - وتمنى زوال ذلك، وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع، والرضا: انشراح الصدر، وسعته بالقضاء، وترك زوال الألم - وإن وجد الإحساس بالألم - لكن الرضا يخففه بما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق